عهد المسيرة “شعر”

الشاعر | معاذ الجنيد

يا كلَّ من دفعَ الزكاةَ تعالا
وانظُر لمالِكَ كيف صالَ وجالا

وانظُر زكاتك عندما سلّمتها
لرجالها كم غيّرت أحوالا!!

كانت جيوبُ الفاسدين مصارفاً
تستقبلُ الصدقاتِ والأموالا

واليوم في عهدِ (المسيرةِ) أُخرِجَت
في قولهِ سبحانهُ وتعالى

وصَلتْ إلى مسكيننا وفقيرنا
وغدا نصيبُ العاملين حلالا

فتزوّجَ العُزّابُ منها.. وانطوَت
آلامُ أيتامٍ.. وحُزنُ ثكالى

وتوسّعت في الناسِ إنجازاتُها
وتوزّعت في المُعدمين سِلالا

وتوجّهت نحو الزراعةِ تزرعُ
البلدَ الفسيحَ سنابلاً وغِلالا

وتشكّلت للمُقعدين معاملاً
فغدوا برغم جراحهم عُمّالا

وغدا الفقيرُ يمُدُّ من إنتاجِهِ
كفّيهِ جُوداً.. لا يمُدُّ سؤالا

إنّ الزكاةَ حصانةٌ بل دولةٌ
تبني الحياةَ وتغرسُ الآمالا

كم زوّجت من مُحصَنٍ مُتعَفِّفٍ
قد كان قبلُ يرى الزواجَ مُحالا

كم فرّجت عن مُعسِرٍ.. كم أطعمت
من جائعٍ.. كم أنقذَت أطفالا

كم من رِقابٍ كاد يُنهِكُها الأسى
فمضَت لتحمل دونها الأثقالا

كم عمّرت لابنِ السبيل سبيلَهُ
فنما وأبدعَ واستطالَ وطالا

كم في سبيلِ الله طارَ مُجنّحٌ
نحو العِدا وتجاوزَ الأميالا

و(بلال) كم وصلت إلى أحفادهِ
وكستهُمُ الإحسانَ والإفضالا

فـ(بلاُل) كان إلى الصلاةِ يُريحُنا
ولقد أرحنا بالزكاةِ (بلالا)

يا كُلّ من أخرجتَ حقَّ الله في
المالِ الحلالِ لكي تصونَ المالا

قَلِّب مشاريعَ الزكاةِ فإنَّ ما
صنَعتهُ يُوشِكُ أن يكون خيالا

كم غارمٍ يشتاقُ حضنَ بنيهِ في
جوفِ السجون.. ويحضنُ الأغلالا

بزكاتكَ الرحمنُ أرجَعَهُ إلى
أبنائهِ.. وأثابَهُ وأنالا
* * *
سبحان من عَنَتِ الوجوهُ لأمرهِ
ولهُ العوالِمُ سبّحت إجلالا

وهو اللطيفُ هو المُدبِّرُ قُدِّست
أسماؤهُ وتمجّدت أفعالا

جعَلَ الزكاةَ لدينهِ رُكناً.. وإن
خلخلتَ رُكناً عن بناءٍ مالا

وفريضةً عملَتْ على تعطيلها
أيدي اليهود لكي نذوق وبالا

حتى على إسمِ الزكاةِ تآمروا
في طمسهِ ليُضلِّلوا الأجيالا

ليُبدِّلوا للناسِ رحمةَ ربِّهم
بمُنظَمّاتٍ تصرِفُ الإذلالا

لكنَّ من هو غالِبٌ في أمرهِ
مُتكبِّرٌ يأبى لنا الإذلالا

في حين كدنا أن نزيغَ عن الهدى
بعثَ (الحسينَ) فعالَجَ الإشكالا

بمسيرةٍ في الله قرآنيةٍ
عنّا أزاحَ الإصرَ والأغلالا

وسمى.. فأهدانا أخاهُ مُربِّياً
من نفسِ مشكاةِ (الحسين) تلألا

فأعاد للإيمانِ كلَّ صفاتهِ
بقلوبنا وأعادنا أبطالا

وأعادَ للإسلامِ رُكنَ زكاتهِ
وبهِ ارتقى الدينُ الحنيفُ كمالا

مُتخَيّراً أنقى الرجالِ نزاهةً
وأجدّهُم سعياً وأوسعَ بالا

سبحان من جعلَ الزكاةَ فريضةً
تترَى.. وهيَّأَ (هيئةً) ورجالا

فالحمدُ كلُّ الحمدِ.. كلُّ الحمدِ
للرحمن.. كلُّ ثنائنا يتوالَى

للهِ من هو بالهدايةِ مُنعِمٌ
مُتفضِّلٌ.. سُبحانهُ وتعالى

#معاذ_الجنيد
22/ ربيع آخر/ 1442 هـ

9 ديسمبر 2020م