بما يعادل 2 مليون و500 ألف مواطن الهيئة العامة للزكاة تدشن توزيع الزكاة للفقراء والمساكين لـ500 ألف أسرة من مختلف المحافظات
دشنت الهيئة العامة للزكاة اليوم بصنعاء توزيع الزكاة على 500 ألف أسرة من الفقراء والمساكين من مختلف محافظات الجمهورية تحت شعار ” الزكاة في مصارفها .. يد تحمي .. ويد تبني “.
وفي التدشين الذي حضره عضوا المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي ومحمد علي الحوثي ورئيس مجلس الشورى محمد حسين العيدروس ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد المتوكل ومدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد ونائب رئيس مجلس النواب عبدالسلام هشول وعدد من أعضاء مجالس النواب والوزراء والشورى .. حيا رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، الهيئة العامة للزكاة على تنظيم الفعالية التي توضح رسالتها الهامة والكريمة تجاه المجتمع وتعزيز روح التكافل والمحبة والآلفة بين أبنائه.
ونوه بما أنجزته الهيئة من مهام في فترة زمنية قصيرة منذ إنشائها .. واعتبرها من الهيئات الناجحة التي استطاعت أن تخدم المناخ الايجابي الداخلي.
وبين أن البيانات التي تضمنها تقرير الهيئة تبعث في النفس الاطمئنان بالهيئة وقيادتها وسلامة نشاطها .. وقال” اقتراب الهيئة من مصالح الناس الأشد احتياجا يوطد الأخوة والتآزر بداخل المجتمع وتلاحم نسيجه الذي يسعى الأعداء لتمزيقه وتكريس الفرقة فيما بيننا”.
وتناول رئيس الوزراء في سياق كلمته الرسالة والأهداف الوطنية النوعية التي حملتها الرؤية الوطنية لمواصلة تطوير بنيان الدولة اليمنية الحديثة التي أطلقها يوم أمس الأخ مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى.
وقال “يجب أن نثبت قواعد بناء الدولة التي أزعجت كثيرا دول العدوان التي حتما لا تريد أيما خير لليمنيين سواء في الماضي أو الحاضر، فالسعودية هي سبب خلق مشاكلنا وخلافها مع اليمن وليس مع أشخاص أو فئة اجتماعية معينة”.
وأضاف “هناك مشروع وطني يتشكل حاليا عبرت عنه الرؤية الوطنية لمواصلة بناء وتطوير الدولة اليمنية الحديثة وينبغي أن نلتف جميعا حوله ونسعى لتحقيق غاياته الوطنية الإستراتيجية لفائدة حاضر ومستقبل اليمن وأبنائه”.
وبارك رئيس الوزراء في ختام كلمته لهيئة الزكاة هذا العمل وجهودها ذات البعد التنموي الذي يسهم في تآلف الناس وتمتين الجبهة الوطنية وجعل اليمنيون أكثر صلابة في مقاومة ودحر العدوان.
من جانبه بارك مدير مكتب الرئاسة الإنتصارات التي حققها المرابطون اليوم بتطهير وتحرير مديرية الحشا بالضالع وما يسطره أبطال الجيش واللجان الشعبية من ملاحم بطولية في مواجهة قوى العدوان والمرتزقة.
ونوه بجهود الهيئة العامة للزكاة التي طالما انتظرها الشعب اليمني لتتولى صرف الزكاة في مصارفها الشرعية الثمانية وتحقق الهدف الذي من أجله شرًع الله تعالى هذه الفريضة.
وقال ” إن الزكاة حق للفقراء والمساكين، وإذا عرفنا غاية هذه الفريضة وقيمتها الإيجابية على المجتمع والفرد، فإننا سندرك أهميتها خاصة في ظل هذه المرحلة الحساسة التي نحن في أمس الحاجة لمجتمع متماسك في مواجهة العدوان”.
وأضاف” عندما يرى الفقير أن له حقا في مال الغني، فإن ذلك يقفل الثغرات أمام الأعداء حتى لا يستقطبوا الفقراء ويحشدونهم إلى جباتهم لزعزعة السكينة العامة للمجتمع”.. مبينا أن الزكاة، تعزز من توحيد الصفوف وتماسك الجبهة الداخلية.
ولفت حامد إلى أن مكونات الشريعة الإسلامية تصب في توحيد جهود المجتمع نحو البوصلة الأساسية في مواجهة التحديات التي فرضها العدوان .. وقال” اليوم نجني ثمار التوجيهات القرآنية بتدشين نشاط هيئة الزكاة باستهداف نصف مليون أسرة، خاصة ونحن في بداية الطريق وسيكون المستقبل أفضل سيما عندما يطمئن الجميع أن زكاتهم تصرف في مكانها “.
ودعا مدير مكتب الرئاسة الجميع إلى تطهير الأموال بدفع الزكاة المستحقة للهيئة العامة للزكاة .. حاثا قيادة الهيئة على الشفافية الكاملة في أنشطتها بما يضمن تأكد دافع الزكاة أن زكاته ستصرف في المصارف الشرعية.
وأكد أن ثمار أداء فريضة الزكاة ستعود بالنماء والبركة والخير من الله تعالى على المزكين والمجتمع بصورة عامة وسيكون الفقير عونا للدولة ودعما لأصحاب المال .
فيما اعتبر مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين إنشاء الهيئة العامة للزكاة، قرارا صائبا يعود بالفائدة على المستحقين من الزكاة تحقيقا للمقاصد الشرعية التي حددها الله تعالى في القرآن الكريم.
وتطرق إلى اقتران الزكاة بالصلاة في القرآن الكريم وجمع الله تعالى بينهما فريضة الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال .. مؤكدا حاجة المجتمع لتفعيل هذه الفريضة لتعزيز التكافل الاجتماعي وتماسك الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات الراهنة.
وقال” ليس المهم جمع المال، لكن الأهم من ذلك كيفية التعامل معه وتوزيعه، خاصة وأن صرف الزكاة مناط بولي الأمر الذي يجب أن يكون عادلا وصادقا ومخلصا وأمينا، في التصرف بشؤون العامة ولم يخضع لرأي الناس “.
ولفت العلامة شرف الدين إلى مصارف الزكاة في القرآن الكريم كما قال تعالى ” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ “.
وحذر من التهاون في دفع الزكاة كما قال تعالى “وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ”.. موضحا أن تفعيل فريضة الزكاة وتوزيعها في مصارفها الشرعية الثمانية، كفيل بسد حاجة المحتاجين دون الحاجة لمساعدات المنظمات.
وأشار رئيس رابطة علماء اليمن، إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام قال عن الزكاة أنها قنطرة الإسلام، يعبر من خلالها الناس من مرحلة الذلة والفقر والحاجة إلى العز والغناء.
وأثنى على دور هيئة الزكاة وجهودها في تفعيل الواجب الشرعي لهذه الفريضة من خلال أنشطتها، التي بدأ المجتمع يجني ثمارها.
بدوره أشاد رئيس الهيئة العامة للزكاة بتفاعل القيادة الثورية والسياسية مع الهيئة والذي يدل على تعظيمها لهذه الفريضة واهتمامها بالركن الثالث من أركان الإسلام بعد أن ظلت عقودا لا يعرف الناس أين تصرف ولكنها تأخذ منهم.
وقال “إن الهيئة أنشأت في ظل تراكمات وتحديات العدوان والحصار وحربه الاقتصادية، ما يتطلب التفاعل مع جهودها بما يكفل تجاوز التحديات الراهنة”.
وتطرق أبو نشطان إلى الصعوبات الماثلة أمام الهيئة منذ إنشائها .. منوها بحرص القيادة السياسية وإصرار الجميع على خروج توجهات الهيئة إلى النور بصرف الزكاة في مصارفها الشرعية الثمانية.
وأشار إلى أن الهيئة العامة للزكاة بدأت عدة خطوات وتنفيذ سلسلة من المشاريع ومنها مسار البناء المؤسسي والتنظيمي في رئاسة الهيئة وفروعها بالمحافظات، كما بدأت بتنفيذ مشاريع مواكبة للاحتياجات الطارئة، في الحديدة وإخراج عدد من النزلاء الغارمين بمبلغ 225 مليون ريال بالإضافة إلى عدة مشاريع خلال هذه المرحلة.
وأكد الشيخ أبو نشطان أن الهيئة العامة للزكاة بصدد تنفيذ مشاريع عملاقة في إطار مصارف الزكاة الثمانية لتخفيف معاناة اليمنيين جراء الأوضاع الراهنة .. لافتا إلى أن الهيئة عملت على إطلاق 53 سجينا كدفعة أولى بالإضافة إلى ستة من الغارمين خلال الفترة الماضية.
وأضاف” في رصيد بند الغارمين من مصارف الزكاة ما لا يقل عن نصف مليار ريال سيتم إطلاق المستحقين لهذا المصرف مطلع شهر رمضان “.
وبين أن تدشين الهيئة لصرف الزكاة لنصف مليون أسرة قوامها اثنين مليون و500 ألف مواطن من مختلف المحافظات، يأتي مع تدشين العام الخامس من الصمود والذكرى السنوية للرئيس الشهيد صالح الصماد .
ودعا رجال المال والأعمال التعاون مع الهيئة العامة للزكاة .. مؤكدا حرص الهيئة على الشفافية والوضوح في مشاريعها وأنشطتها بما في ذلك الزكاة العينية .
ولفت إلى أنه تم تنفيذ مشروع توزيع الزكاة العينية بمشاركة المزكين أنفسهم وإشرافهم المباشر على توزيعها .. معبرا عن الأمل في وصول دعم الهيئة إلى المعسرين والفقراء والمحتاجين بالمحافظات المحتلة.
تخلل الفعالية أنشودة بعنوان” أدوا الزكاة فهي النجاة – قبل الفوات فالموت آت” لفرقة الإنشاد وريبورتاج عن الهيئة العامة للزكاة وأنشطتها وبرامجها خلال الفترة الماضية وصرف أموال الزكاة في مصارفها الثمانية والتعريف بمهامها وخططها للفترة المقبلة.